قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم ولا يجب أن يكثر من الاعتذار إلى أخيه؛ فإن الإكثار من الاعتذار هو السبب المؤدي إلى التهمة، وإني أستحب الإقلال من الاعتذار على الأحوال كلها؛ لعلمي أن المعاذير يعتريها الكذب، وقل ما رأيت أحدا [ ص: 184 ] اعتذر إلا شاب اعتذاره بالكذب، ومن اعترف بالزلة استحق الصفح عنها؛ لأن ذل الاعتذار عن الزلة يوجب تسكين الغضب عنها، والمعتذر إذا كان محقا خضع في قوله، وذل في فعله، كما أنشدني لا يجب للمرء أن يعتذر بحيلة إلى من لا يحب أن يجد له عذرا، المنتصر بن بلال:
أيا رب قد أحسنت عودا وبدأة إلي، فلم ينهض بإحسانك الشكر فمن كان ذا عذر إليك وحجة
فعذري إقراري بأن ليس لي عذر
وأنشدني الكريزي:
وإني وإن أظهرت لي منك جفوة وألزمتني ذنبا وإن كنت مجرما
لراض لنفسي ما رضيت لها به أراك بها مني أبر وأرحما