[ ص: 71 ] قال رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يداري الناس مداراة الرجل السابح في الماء الجاري.، ومن ذهب إلى عشرة الناس من حيث هو كدر على نفسه عيشه، ولم تصف له مودته; لأن وداد الناس لا يستجلب إلا بمساعدتهم على ما هم عليه إلا أن يكون مأثما، فإذا كانت حالة معصية فلا سمع ولا طاعة، والبشر قد ركب فيهم أهواء مختلفة وطبائع متباينة، فكما يشق عليك ترك ما جبلت عليه، فكذلك يشق على غيرك مجانبة مثله، فليس إلى صفو ودادهم سبيل، إلا بمعاشرتهم من حيث هم، والإغضاء عن مخالفتهم في الأوقات . أنشدني أبو حاتم الأبرش :
وقالت، وهزت رأسها وتضاحكت: على الود تجفى، أم على العهد توصل؟ فقلت: فلم أفعل، فقالت: تريده
فقلت: فلم أفعل، فقالت: ستفعل