وأما الملائكة فهم الموكلون بالسماوات والأرض ، فكل حركة في العالم فهي ناشئة عن الملائكة ، كما قال تعالى :  فالمدبرات أمرا      [ النازعات : 5 ] .  فالمقسمات أمرا      [ الذاريات : 4 ] . وهم الملائكة عند أهل الإيمان وأتباع الرسل ، وأما المكذبون بالرسل المنكرون للصانع فيقولون : هي النجوم .  
وقد  دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة ، وأنها موكلة      [ ص: 406 ] بأصناف المخلوقات ،   وأنه سبحانه وكل بالجبال ملائكة ، ووكل بالسحاب والمطر ملائكة ، ووكل بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها ، ثم  وكل بالعبد ملائكة لحفظ ما يعمله   وإحصائه وكتابته ،  ووكل بالموت ملائكة   ، ووكل بالسؤال في القبر ملائكة ، ووكل بالأفلاك ملائكة يحركونها ، ووكل بالشمس والقمر ملائكة ، ووكل بالنار وإيقادها وتعذيب أهلها وعمارتها ملائكة ، ووكل بالجنة وعمارتها وغراسها وعمل آلاتها ملائكة .  
فالملائكة أعظم جنود الله   ومنهم : المرسلات عرفا والناشرات نشرا والفارقات فرقا والملقيات ذكرا .  
 [ ص: 407 ] ومنهم : النازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا .  
ومنهم : الصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا . ومعنى جمع التأنيث في ذلك كله : الفرق والطوائف والجماعات ، التي مفردها : فرقة وطائفة وجماعة .  
ومنهم ملائكة الرحمة ، وملائكة العذاب ، وملائكة قد وكلوا بحمل العرش ، وملائكة قد وكلوا بعمارة السماوات بالصلاة والتسبيح والتقديس ، إلى غير ذلك من أصناف الملائكة التي لا يحصيها إلا الله تعالى .  
				
						
						
