وأما قول إبليس : رب بما أغويتني ، إنما ذم على احتجاجه بالقدر ، لا على اعترافه بالمقدر وإثباته له . ألم تسمع قول نوح عليه السلام : ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ( هود : 34 ) . ولقد أحسن القائل :
[ ص: 137 ] فما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
وعن ، أنه قال : نظرت في القدر فتحيرت ، ثم نظرت فيه فتحيرت ، ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه ، وأجهل الناس بالقدر أنطقهم به . وهب بن منبه