الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 384 ] فصل .

                                                                                                                                                                                          في ترجمة البخاري ، والتعريف بقدره وجلالته وذكر (نسبته و ) نسبه ، ومولده وصفته   .

                                                                                                                                                                                          هو الإمام العلم الفرد ، تاج الفقهاء ، عمدة المحدثين ، سيد الحفاظ ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه بن الأحنف الجعفي البخاري ، وبردزبه بفتح الباء الموحدة ، ثم راء ساكنة ، ثم دال مهملة مكسورة ، ثم زاي ساكنة ، ثم باء موحدة مفتوحة ثم هاء ، هكذا قيده الأمير (أبو نصر ) بن ماكولا ، وقال : هو الزراع بلغة أهل بخارى ، وقيل فيه : بذدزبه كما مضى ، لكن بإبدال الراء ذالا معجمة .

                                                                                                                                                                                          كان بردزبه مجوسيا ، فأسلم ابنه المغيرة على يد اليمان ، والي بخارى ، وكان اليمان جعفيا فنسب البخاري إليه .

                                                                                                                                                                                          قال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري ، [ ص: 385 ] يقول : سمع أبي من مالك بن أنس ، ورأى حماد بن زيد قد صافح ابن المبارك بكلتا يديه .

                                                                                                                                                                                          وأخبرني بذلك أبو علي البزاز ، إذنا ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن علي بن الحسين ، عن الفضل بن سهل ، عن الخطيب ، أنا الحسن بن محمد الدربندي ، أنا محمد ابن أبي بكر البخاري الحافظ ، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم وأبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب ، قالا : ثنا إسحاق بن أحمد بن خلف ، بهذا .

                                                                                                                                                                                          وقال ابن حبان في الطبقة الرابعة من الثقات : إسماعيل بن إبراهيم ، والد البخاري ، يروي عن حماد بن زيد ، ومالك روى عنه العراقيون .

                                                                                                                                                                                          وقال وراق البخاري : سمعت الحسن بن الحسين البزاز ، يقول : رأيت محمد بن إسماعيل ، شيخا ، نحيف الجسم ، ليس بالطويل ، ولا بالقصير ، ولد يوم الجمعة بعد الصلاة ، لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال ، سنة أربع وتسعين ومائة ببخارى .

                                                                                                                                                                                          وكذا حكاه المستنير بن عتيق ، أن البخاري أخرج له به خط أبيه .

                                                                                                                                                                                          وقال الخليلي في الإرشاد : سمعت أحمد بن أبي مسلم الفارسي الحافظ ، يقول : سمعت محمد بن أحمد بن الفضل ، يقول : سمعت أبا حسان مهيب بن سليم ، يقول : سمعت البخاري ، يقول : ولدت يوم الجمعة ، بعد الصلاة ، لثنتي عشرة ليلة خلت من شوال ، سنة أربع وتسعين ومائة .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية