الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          ذكر مراتب مشايخه الذين حدث عنهم   . وهم على خمس طبقات :

                                                                                                                                                                                          الطبقة الأولى : من حدثه عن التابعين ، مثل مكي بن إبراهيم ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وعبيد الله بن موسى ، وأبي عاصم النبيل ، وأبي نعيم الملائي ، [ ص: 392 ] وأبي المغيرة الخولاني ، وعلي بن عياش ، وخلاد بن يحيى ، وغيرهم .

                                                                                                                                                                                          والطبقة الثانية : من كان في عصر هؤلاء ، وتأخر عنهم قليلا ، مثل آدم بن أبي إياس ، وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، وأيوب بن سليمان بن بلال ، وحجاج بن منهال ، وسعيد بن أبي مريم ، وثابت بن محمد الزاهد ، وغيرهم من أصحاب الأوزاعي ، وابن أبي ذئب ، والثوري ، وشعبة ، ومالك .

                                                                                                                                                                                          الطبقة الثالثة : أوساط مشايخه الذين شاركه في الرواية عنهم مسلم ، وغيره ، كأحمد ، وإسحاق ، ويحيى ، وعلي ، وابن أبي شيبة ، وقتيبة ، ونعيم بن [ ص: 393 ] حماد ، وأشباههم من أصحاب حماد بن زيد ، والليث ، ثم من أصحاب ابن المبارك ، وهشيم ، وابن عيينة ، ونحوهم .

                                                                                                                                                                                          الطبقة الرابعة : رفقاؤه في الطلب كمحمد بن يحيى الذهلي ، وأبي حاتم الرازي ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، والدارمي ، وعبد بن حميد ، وأحمد بن النضر ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ، وجماعة . وفيهم من هو أقدم منه سماعا قليلا .

                                                                                                                                                                                          الطبقة الخامسة : قوم في عداد طلبته في السن والإسناد ، سمع منهم للفائدة ، كعبد الله بن حماد الآملي ، وعبد الله بن أبي القاضي ، وحسين بن محمد القباني ، [ ص: 394 ] ومحمد بن إسحاق السراج ، ومحمد بن عيسى الترمذي ، وغيرهم .

                                                                                                                                                                                          وقد روي ، عن البخاري ، قال : لا يكون المحدث كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه ، وعمن هو مثله ، وعمن هو دونه .

                                                                                                                                                                                          وأنبئت عن أبي الفضل بن حمزة ، عن عيسى بن عبد العزيز ، أن السلفي أخبرهم ، أنا أبو الحسين بن الطيوري ، أنا أبو الفرج الطناجيري ، أنا عمر بن أحمد ابن عثمان ، ثنا محمد بن أبي سعيد ، ثنا الحسين بن إدريس ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، سمعت وكيعا يقول : لا يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن فوقه ، وعمن هو مثله ، وعمن هو دونه .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية