ح وحدثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة بن الفضل هو الأبرش ، عن محمد ، حدثني ، عن صدقة بن يسار عقيل بن جابر ، عن جابر ، قال: فانتدب رجلان، رجل من المهاجرين، ورجل من الأنصار، فقالا: نحن يا رسول الله ! فقال: كونا بفم الشعب، وكانوا نزلوا إلى شعب، فلما كان الليل، قال الأنصاري للمهاجري: أي الليل أحب إليك أن أكفيكه أوله أو آخره؟ قال: فقال المهاجري: اكفني أوله. فاضطجع المهاجري، وقام الأنصاري يصلي، وجاء المشرك، فلما رأى شخصه، عرف أنه ربيئة القوم، فرماه بسهم، فوضعه فيه، فانتزعه، [ ص: 115 ] فوضعه، وثبت قائما، ثم دعا له بسهم آخر، فوضعه فيه، فانتزعه، فوضعه، ثم دعا له بثالث، فوضعه فيه، فانتزعه، فوضعه، ثم ركع وسجد، ثم أهب صاحبه، فقال: قم، فقد أثبت أراه، فلما رأى أنهما قد نذرا به هرب، قال: فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء، قال سبحان الله ! هلا أنبهتني في أول ما رمى. قال: كنت في سورة أقرأها، فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها، فلما تتابع علي الرمي ركعت، وسجدت، ثم أذنتك، وايم الله، لولا أني خشيت أن أضيع ثغرا، أمرني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها، أو أنفذها". خرجنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوة ذات الرقاع، فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين، وكان زوجها غائبا، فلما قدم حلف أن ينتهي حتى يهريق دما في أصحاب محمد، صلى الله عليه وسلم، فخرج يقتص أثر أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، فنزل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منزلا، فقال: [من يكلؤنا] ليلتنا هذه، لفظ ابن المقرئ.
رواه في مسنده، عن الإمام أحمد ، عن أبيه ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد أبي إسحاق.
ورواه في صحيحه من حديث ابن خزيمة ، يونس بن بكير وسلمة بن الفضل كما ذكرناه.
ورواه ابن حبان في صحيحه: عن ، عن الحسن بن سفيان ، عن حبان بن موسى (به) . ابن المبارك
ورواه في سننه، منفردا به، عن أبو داود أبي ثوبة الربيع بن نافع ، عن فوقع لنا بدلا عاليا. ابن المبارك
ورواه في مستدركه: عن الحاكم أبي العباس الأصم ، عن ، [ ص: 116 ] عن أحمد بن عبد الجبار به. يونس بن بكير
و (هو) من طريق ، عن إسحاق بن راهويه ، عن أبيه ، عن وهب بن جرير ورواه ابن إسحاق. في سننه من حديث الدارقطني يونس بن بكير.
وفي طريق أبي داود وغيره: عن محمد بن إسحاق: حدثني ، بتصريح صدقة بن يسار بالسماع له من صدقة. ولهذا صححه ابن إسحاق ومن تابعه. ابن خزيمة
وصدقة بن يسار جزري ، وثقه ، ابن معين وأحمد ، وأبو داود ، وابن سعد وغيرهم، وروى له في صحيحه، وما علمت فيه جرحا، وقال مسلم توفي في أول خلافة بني العباس. قلت: وكان أول خلافتهم في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. فهو من متأخري شيوخ محمد بن إسحاق. ابن سعد:
وعقيل بن جابر لم يرو عنه سوى صدقة، وذكره في الثقات على عادته فيمن لم يجرح، وروى عنه ثقة. ابن حبان
وتعليق أبي عبد الله له، بصيغة التمريض، إما لكونه اختصره، وإما للاختلاف في ، وما انضاف إليه من عدم العلم بعدالة عقيل، والله أعلم. ابن إسحاق
والرجلان المذكوران سميا في رواية لهذا الحديث في كتاب دلائل النبوة، فالمهاجري البيهقي ، والأنصاري عمار بن ياسر ، وسمى السورة التي كان يقرأ بها وهي الكهف. [ ص: 117 ] عباد بن بشر