إنكم لذائقو العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون
إنكم لذائقو العذاب الأليم وما تجزون في الآخرة، إلا ما كنتم تعملون في الدنيا من الشرك، ثم استثنى المؤمنين، فقال: إلا عباد الله المخلصين يعني الموحدين.
أولئك لهم رزق معلوم على مقدار غدوة وعشية، قال : الرزق المعلوم الجنة، وقال غيره: هو ما ذكره في قوله: فواكه وهي جمع الفاكهة، وهي الثمار كلها، رطبها ويابسها، وهم مكرمون بثواب الله. على سرر جمع سرير، متقابلين لا يرى بعضهم قفا بعض. قتادة
يطاف عليهم بكأس وهي الإناء بما فيه، من معين من خمر ظاهر تراه العيون في الأنهار، بيضاء قال : خمر الجنة أشد بياضا من اللبن. "لذة" لذيذة، يقال: شراب لذ ولذيذ. للشاربين الذين يشربونها. الحسن
لا فيها غول لا تغتال عقولهم فتذهب بها، ولا يصيبهم منها وجع في البطن ولا في الرأس، ويقال للوجع غول لأنه يؤدي إلى الهلاك.
ولا هم عنها ينزفون لا يسكرون، يقال: نزف الرجل فهو منزوف ونزيف إذا سكر، ومن كسر الزاي، فقال : له معنيان، يقال: أنزف الرجل إذا فنيت خمره، وأنزف إذا ذهب عقله من السكر، فتحمل هذه القراءة على معنى لا ينفد شرابهم لزيادة الفائدة. الزجاج
وعندهم قاصرات الطرف أي: نساء قصرن طرفهن على أزواجهن فلا تردن غيرهم، والقصر معناه الحبس، "عين" حسان الأعين.
كأنهن بيض مكنون مصون مستور، قال ، الحسن وابن زيد : شبهن ببيض النعام، تكنها بالريش من الريح والغبار، فلونها أبيض في صفرة، وهذا أحسن ألوان النساء، وهو أن تكون المرأة بيضاء مشربة بصفرة.
قال : والعرب تشبه المرأة الناعمة في بياضها وحسن لونها ببيضة النعامة. المبرد