فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى [ ص: 526 ] وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون
فأقبل بعضهم على بعض يعني: أهل الجنة، يتساءلون يسأل هذا ذاك، وذاك هذا عن أحوالهم كانت في الدنيا، يدل على هذا ما ذكر الله عن بعضهم، أنه أخبر عن حال قرينه معه كيف كانت في الدنيا، وهو قوله: قال قائل منهم يعني: من أهل الجنة، إني كان لي قرين يعني: أخا له في الدنيا، كان ينكر البعث، وهو قوله: يقول أي: يقول لي: أإنك لمن المصدقين بالبعث، أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون مجزيون ومحاسبون؟ وهذا استفهام إنكار، ثم قال المؤمن لإخوانه في الجنة: هل أنتم مطلعون إلى الناس لننظر كيف منزلة أخي، فقال أهل الجنة: إنك أعرف به منا، فاطلع أنت، فطلع فرأى أخاه في سواء الجحيم في وسطها، قال : وسواء كل شيء وسطه. الزجاج
و"قال" له: تالله إن كدت لتردين قال : والله لقد كدت أن تغويني فأنزل منزلتك. والإرداء الإهلاك، ومن أغوى إنسانا فقد أهلكه. مقاتل
ولولا نعمة ربي لولا إنعامه علي بالإسلام، لكنت من المحضرين معك في النار. قال : ثم يؤتى بالموت فيذبح، فإذا أمن أهل الجنة الموت فرحوا وقالوا: الكلبي أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى التي كانت في الدنيا، وما نحن بمعذبين فقيل لهم: لا. فعند ذلك قالوا: إن هذا لهو الفوز العظيم قال الله تعالى: لمثل هذا النعيم، يعني ما ذكره من قوله: لهم رزق معلوم إلى قوله: بيض مكنون "فليعمل العاملون" وهذا ترغيب في طلب ثواب الله بطاعته.