ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون
ضرب الله مثلا ثم بينه فقال: رجلا فيه شركاء متشاكسون متنازعون مختلفون، "ورجلا سلما لرجل" سلم له من غير منازع، ومن قرأ سلما فهو مصدر وصف به على معنى: ورجلا ذا سلم لرجل، من قولهم: هو لك سلم، أي: مسلم لا منازع لك فيه.
قال : وهذا المثل ضرب لمن وحد الله عز وجل، ولمن جعل معه شركاء. قال الزجاج : يقول: هل يستوي عبد يشترك فيه نفر مختلفون يملكونه جميعا، ورجل خالص لرجل لا شركة فيه لأحد؟ ثم قال: مقاتل هل يستويان مثلا أي: يستوي من يعبد آلهة شتى مختلفة، يعني الكافر، والذي يعبد ربا واحدا، يعني المؤمن؟ وهذا استفهام معناه الإنكار، أي لا يستويان؛ وذلك أن الخالص ل?الك واحد يستحق من معونته وإحسانه ما لا يستحقه صاحب الشركاء المتعاشرين المختلفين في أمره، وتم الكلام، ثم قال: الحمد لله أي: له الحمد كله دون غيره من المعبودين، "بل" أي: دع الكلام الأول، أكثرهم لا يعلمون ما يصيرون إليه من العقاب، والمراد بالأكثر الكل، ثم أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم، بأنه يموت، وأن هؤلاء الذين يكذبونه يموتون ويجتمعون للخصومة عند الله، وهو قوله: إنك ميت وإنهم ميتون .
ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال : يعني الحق والمبطل، والظالم والمظلوم. ابن عباس
أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان ، أنا أحمد بن جعفر بن مالك ، نا ، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل أبي ، نا ابن نمير ، نا محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن ، عن عبد الله بن الزبير ، قال: الزبير بن العوام ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ؛ قال الزبير : أي يا رسول الله، أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ [ ص: 581 ] قال: نعم، ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه.
قال الزبير : والله إن الأمر لشديد لما نزلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم: .