الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد  ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام  

                                                                                                                                                                                                                                      أليس الله بكاف عبده يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، يكفيه عداوة من يعاديه، ومن قرأ عباده فالمراد بالعباد الأنبياء؛ وذلك أن الأمم قصدتهم بالسوء، وهو قوله: وهمت كل أمة برسولهم [ ص: 582 ] فكفاهم الله تعالى شر من عاداهم، يعني أنه كافيكم كما كفى هؤلاء الرسل قبلك، ويخوفونك بالذين من دونه أي: بالذين يعبدون من دونه، وهم الأصنام وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا نخاف أن يصيبك من آلهتنا جنون أو خبل، ثم ذكر سبب ضلالهم، فقال: ومن يضلل الله فما له من هاد ، ومن يهد الله فما له من مضل من تولى الله هدايته لم يضله أحد. أليس الله بعزيز غالب لا يمتنع عليه شيء، "ذي انتقام" ممن عصاه وكفر به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية