الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سورة الفتح

مدنية ، عددها تسع وعشرون آية كوفي

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا فتحنا لك فتحا مبينا  

إنا فتحنا لك يوم الحديبية فتحا مبينا وذلك أن الله تعالى أنزل بمكة على نبيه صلى الله عليه وسلم : وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ، ففرح كفار مكة بذلك ، وقالوا : واللات والعزى وما أمره وأمرنا عند إلهه الذي يعبده إلا واحد ، ولولا أنه ابتدع هذا الأمر من تلقاء نفسه لكان ربه الذي بعثه يخبره بما يفعل به ، وبمن اتبعه كما فعل بسليمان بن داود ، وبعيسى ابن مريم والحواريين ، وكيف أخبرهم بمصيرهم ؟ فأما محمد فلا علم له بما يفعل به ، ولا بنا إن هذا لهو الضلال ، فشق على المسلمين نزول هذه الآية ، فقال أبو بكر ، وعمر ، رضي الله عنهما ، للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا تخبرنا ما الله فاعل بك ؟ فقال : "ما أحدث الله إلي أمرا بعد" ، فلما قدم المدينة ، قال عبد الله بن أبي رأس المنافقين : كيف تتبعون رجلا لا يدري ما يفعل الله به ، ولا بمن تبعه ؟ وضحكوا من المؤمنين ، وعلم الله ما في قلوب المؤمنين من الحزن ، وعلم فرح المشركين من أهل مكة ، وفرح المنافقين من أهل المدينة ، فأنزل الله تعالى بالمدينة بعدما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية إنا فتحنا لك يعني قضينا لك فتحا مبينا يعني قضاء بينا ، يعني الإسلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية