تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ، وهو موسى صلى الله عليه وسلم ، إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من اتخذه خليلا، وهو داود صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من أعطي الزبور، وتسبيح الجبال والطير، وهو سليمان صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من سخرت له الريح والشياطين، وعلم منطق الطير، وهو عيسى صلى الله عليه وسلم ، فهذه الدرجات، يعني الفضائل، قال تعالى: ومنهم من يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين طيرا، وهو ورفع بعضهم درجات على بعض، وآتينا ، يقول: وأعطينا عيسى ابن مريم البينات ، يعني ما كان يصنع من العجائب وما كان يحيي من الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين.
ثم قال: وأيدناه بروح القدس ، يقول سبحانه: وقويناه بجبريل، عليه السلام، ثم قال: ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم ، يعني من بعد عيسى وموسى، وبينهما ألف نبي، أولهم وآخرهم عيسى، من بعد ما جاءتهم البينات ، يعني العجائب التي كان يصنعها الأنبياء، ولكن اختلفوا ، فصاروا فريقين في الدين، فذلك قوله سبحانه: فمنهم من آمن ، يعني صدق بتوحيد الله عز وجل، ومنهم من كفر بتوحيد الله، ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ، يعني أراد ذلك.