فإذا جاءت الطامة الكبرى يعني العظمى، وهي من النفخة الآخرة بيت المقدس، فذلك الطامة الكبرى، وهي يوم القيامة.
قال الهذيل: أغطش ليلها وأخرج ضحاها إنما صارت مؤنثة لأن ظلمة الليل والشمس في السماء مؤنثة، قال: وقال شاهر همذان يوم اليرموك : [ ص: 449 ]
أقدم أبا دهم على الأساوره ولا تغرنك أكف بادره وإنما قصرك ترب الساهره
ثم ترد بعدها في الحافره
من بعد ما كنت عظاما ناخره
قال: وفي قوله: والسلام علي يوم ولدت يعني في الخلق الأول من غير أب، ويوم أموت من ضغطة القبر، ويوم أبعث حيا بالحجة على من قال أني رب.ثم نعت الطامة فقال: يوم يتذكر الإنسان ما سعى يعني يتذكر ما عمل في الدنيا من الشر، يجزى به في ذلك اليوم وبرزت الجحيم لمن يرى لأن الخلق يومئذ يبصرونها فمن كان منها أعمى في الدنيا ؟ فهو يومئذ يبصر، قال: فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة ، وفي حبيب بن عبد يا ليل ، وأمية بن خلف الجمحي ، عتبة ، وعتيبة ابني أبي لهب ، فهؤلاء كفار ومنهم مصعب ، وأبو الدوم ابنا عمير ، وذلك أنهم وجدوا جزورا في البرية ضلت من الأعراب فنحروها وجعلوا يقتسمونها بينهم فأصاب مصعب ، وأبو الدوم سهمين، ثم إن مصعب ذكر مقامه بين يدي رب العالمين، فخاف أن يحاسبه الله تعالى يوم القيامة، فقال: إن سهمي وسهم أخي هو لكم، فقال له عند ذلك أمية بن خلف: ولم ؟ قال: إني أخاف أن يحاسبني الله به، فقال له أمية بن خلف: هاته وأنا أحمل عنك هذا الوزر عند آلهتك في الآخرة وفشت تلك المقالة في قريش في أمر مصعب فأنزل الله تعالى: فأما من طغى الثابت على الشرك، وآثر الحياة الدنيا على الآخرة، ولم يخف الله ولا حسابه فأكل الحرام فإن الجحيم هي المأوى ثم ذكر مصعب ، قتل يوم أحد، وأبا الدوم ابني عمير بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، فقال: وأما من خاف مقام ربه يقول: مقام ذلك اليوم بين يدي ربه ونهى النفس عن الهوى يقول: قدر على معصيته فانتهى عنها مخافة حساب ذلك اليوم فإن الجنة هي المأوى نظيرها في النجم.