الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم  

ثم بين على من ينفق، فقال: النفقة للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ، يقول: حبسوا، نظيرها: فإن أحصرتم ، يعني حبستم، وأيضا: وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ، يعني محبسا، الذين أحصروا حبسوا أنفسهم بالمدينة في طاعة الله عز وجل، فهم أصحاب الصفة.

قال: حدثنا عبيد الله ، عن أبيه، عن هذيل بن حبيب ، عن مقاتل بن سليمان ، منهم ابن مسعود ، وأبو هريرة ، والموالي أربعمائة رجل لا أموال لهم بالمدينة، فإذا كان الليل آووا إلى صفة المسجد، فأمر الله عز وجل بالنفقة عليهم، لا يستطيعون ضربا في الأرض ، يعني سيرا، كقوله سبحانه: وإذا ضربتم في الأرض ، يعني إذا سرتم في الأرض، يعني التجارة، يحسبهم الجاهل بأمرهم وشأنهم أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ، يعني بسيما الفقر عليهم لتركهم المسألة، لا يسألون الناس إلحافا فيلحفون في المسألة، وما تنفقوا من خير ، يعني من مال، كقوله عز وجل: إن ترك خيرا ، يعني مالا للفقراء أصحاب الصفة، فإن الله به عليم ، يعني بما أنفقتم عليم.

التالي السابق


الخدمات العلمية