الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب  هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء  

فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ، يقول: رباها تربية حسنة في عبادة وطاعة لربها، فبنى لها زكريا محرابا في بيت المقدس، وجعل بابه وسطه، لا يصعد إليه أحد إلا بسلم، واستأجر لها ظئرا ترضعها حتى تحركت، فكان يغلق عليها الباب ومعه المفتاح، لا يأمن عليها أحدا، يأتيها بطعامها ومصالحها، وكانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله، فتكون مع أختها أيليشفع بنت عمران، وهي مريم بنت عمران، أم يحيى، فإذا طهرت ردها إلى محراب بيت المقدس، وكان زكريا يرى عندها العنب في الشتاء الشديد البرد، فيأتيها به جبريل، عليه السلام من السماء، وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال لها زكريا: يا مريم أنى لك هذا ، يعني من أين هذا في غير حينه؟ قالت هذا الرزق هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب .

فطمع عند ذلك زكريا في الولد، فقال: إن الذي يأتي مريم بهذه الفاكهة في غير حينها لقادر أن يصلح لي زوجتي ويهب لي منها ولدا، فذلك قوله: هنالك ، يعني عند ذلك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ، يعني من عندك، ذرية طيبة ، تقيا زكيا، كقوله: واجعله رب رضيا ، إنك سميع الدعاء ، فاستجاب الله عز وجل، وكانا قد دخلا في السن.

التالي السابق


الخدمات العلمية