يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون
[ ص: 44 ] يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ، يعني أجدادهم، فكانت النعمة حين أنجاهم من آل فرعون، وأهلك عدوهم، وحين فرق البحر لهم، وحين أنزل عليهم المن والسلوى، وحين ظلل عليهم الغمام بالنهار من حر الشمس، وجعل لهم عمودا من نور يضيء لهم بالليل إذا لم يكن ضوء القمر، وفجر لهم اثني عشر عينا من الحجر، وأعطاهم التوراة فيها بيان كل شيء، فدلهم على صنعه ليوحدوه عز وجل.
وأوفوا بعهدي ، يعني اليهود، وذلك أن الله عز وجل عهد إليهم في التوراة أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالنبيين والكتاب، فأخبر الله عز وجل عنهم في المائدة، فقال: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي بمحمد صلى الله عليه وسلم وعزرتموهم ، يعني ونصرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا ، فهذا الذي قال الله: وأوفوا بعهدي الذي عهدت إليكم في التوراة، فإذا فعلتم ذلك أوف لكم بعهدكم 6، يعني المغفرة والجنة، فعاهدهم إن أوفوا له بما قال المغفرة والجنة، فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبعيسى، عليه السلام، فذلك قوله سبحانه: لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار ، فهذا وفاء الرب عز وجل لهم، وإياي فارهبون ، يعني وإياي فخافون في محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن كذب به فله النار.