ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا
ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم عن القتال، نزلت في ، عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنهما، وهما من وسعد بن أبي وقاص بني زهرة، وقدامة بن مظعون الجمحي ، والمقداد بن الأسود الكندي ، رضي الله عنهم، وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة سرا، مما كانوا يلقون منهم من الأذى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، فإني لم أؤمر بقتالهم "، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أمر الله عز وجل بالقتال، فكره بعضهم، فذلك قوله عز وجل: فلما كتب عليهم القتال " مهلا، كفوا أيديكم عن قتالهم، ، يعني فرض القتال بالمدينة، إذا فريق منهم ، نزلت في ، رضي الله عنه، طلحة بن عبيد الله يخشون الناس ، يعني كفار مكة، كخشية الله ، فلا يقاتلونهم، أو أشد خشية وقالوا ، وهو الذي قال: ربنا لم كتبت علينا القتال ، يعني لم فرضت علينا القتال، لولا أخرتنا إلى أجل قريب هلا تركتنا حتى نموت موتا وعافيتنا من القتل، قل متاع الدنيا قليل ، تتمتعون فيها يسيرا، والآخرة خير من الدنيا، يعني الجنة أفضل من الدنيا، لمن اتقى ولا تظلمون من أعمالكم الحسنة فتيلا ، يعني الأبيض الذي يكون في وسط النواة حتى يجازوا بها.
[ ص: 243 ]