الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين  قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون  قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون  وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل  لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون

قل يا محمد لكفار مكة: من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ، يعني الظلل والظلمة والموج، تدعونه تضرعا يعني مستكينين، وخفية ، يعني في خفض وسكون، لئن أنجانا من هذه الأهوال، لنكونن من الشاكرين لله في هذه النعم، فيوحدوه، قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ، يعني من أهوال كل كرب، يعني من كل شدة، ثم أنتم تشركون في الرخاء.

قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ، يعني الحصب بالحجارة كما فعل بقوم لوط، فلا يبقى منكم أحد، أو من تحت أرجلكم ، يعني الخسف كما فعل بقارون ومن معه، ثم قال: أو يلبسكم شيعا ، يعني فرقا أحزابا أهواء مختلفة كفعله بالأمم الخالية، ويذيق بعضكم بأس بعض ، يقول: يقتل بعضكم بعضا، فلا يبقى منكم أحد إلا قليل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه، وذلك بالليل، وهو يقول: " لئن أرسل الله على أمتي عذابا من فوقهم ليهلكنهم، أو من تحت أرجلهم، فلا يبقى منهم أحد "، فقام صلى الله عليه وسلم فصلى ودعا ربه أن يكشف ذلك عنهم، فأعطاه الله اثنتين الحصب والخسف، كشفهما عن أمته، ومنعه اثنتين الفرقة والقتل، فقال: " أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ بمعافاتك من غضبك، وأعوذ بك منك، جل وجهك، لا أبلغ مدحتك والثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ".  

قال: فجاءه جبريل، عليه السلام، فقال: إن الله قد استجاب لك وكشف عن أمتك اثنتين ومنعوا اثنتين، انظر يا محمد كيف نصرف الآيات ، يعني العلامات في أمور شتى من ألوان العذاب، لعلهم ، يقول: لكي، يفقهون عن [ ص: 352 ] الله فيخافوه ويوحدوه، وكذب به بالقرآن قومك خاصة، وهو الحق جاء من الله، قل لست عليكم بوكيل ، يقول بمسيطر، نسختها آية السيف، لكل نبإ مستقر ، يقول: لكل حديث حقيقة ومنتهى، يعني العذاب منه في الدنيا، وهو القتل ببدر، ومنه في الآخرة نار جهنم، وذلك قوله: وسوف تعلمون ، أوعدهم العذاب، مثلها في اقتربت.

التالي السابق


الخدمات العلمية