الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين  فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون  

وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية يعني إيلياء وهم يومئذ من وراء البحر، فكلوا منها حيث شئتم رغدا ، يعني ما شئتم، وإذ شئتم، وحيث شئتم، وادخلوا الباب سجدا ، يعني باب إيلياء سجدا، فدخلوا متحرفين على شق وجوههم، وقولوا حطة ، وذلك أن بني إسرائيل خرجوا مع يوشع بن نون بن اليشامع بن عميهوذ بن غيران بن شونالخ بن إفراييم بن يوسف ، عليه السلام، من أرض التيه إلى العمران حيال أريحا، وكانوا أصابوا خطيئة، فأراد الله عز وجل أن يغفر لهم، وكانت الخطيئة أن موسى، عليه السلام، كان أمرهم أن يدخلوا أرض أريحا التي فيها الجبارون، فلهذا قال لهم: وقولوا حطة ، يعني بحطة حط عنا خطايانا.

ثم قال: نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين الذين لم يصيبوا خطيئة، فزادهم الله إحسانا إلى إحسانهم، فلما دخلوا إلى الباب، فعل المحسنون ما أمروا به، وقال الآخرون: هطا سقماثا يعنون حنطة حمراء، قالوا ذلك استهزاء وتبديلا، لما أمروا به، فدخلوا مستقلين، فذلك قوله عز وجل: فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا ، يعني عذابا من السماء كقوله [ ص: 52 ] في سورة الأعراف: قال قد وقع عليكم من ربكم رجس ، يعني عذابا، ويقال: الطاعون، ويقال: الظلمة شبه النار، بما كانوا يفسقون ، وأهلك منهم سبعون ألفا في يوم واحد عقوبة لقولهم: هطا سقماثا، فهذا القول ظلمهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية