وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين
قوله: وكذلك ، يعني وهكذا، نولي بعض الظالمين بعضا ، فولى الله ظلمة الإنس ظلمة الجن، وولى ظلمة الجن ظلمة الإنس بأعمالهم الخبيثة، فذلك قوله: بما كانوا يكسبون ، يعني يعملون من الشرك.
ثم قال لهم عند ذلك: يا معشر الجن والإنس ، يعني كفار الجن وكفار الإنس، ولا يعني به الشياطين ; لأن الشياطين هم أغروا كفار الجن وكفار الإنس، وبعث الله رسولا من الجن إلى الجن، ومن الإنس إلى الإنس يقصون، فذلك قوله: ألم يأتكم رسل منكم ، يعني من أنفسكم الجن إلى الجن، والإنس إلى الإنس، يقصون عليكم آياتي ، يعني آيات القرآن، وينذرونكم لقاء يومكم هذا ، يعني يوم القيامة، [ ص: 371 ] قالوا ، يعني قالت الإنس والجن: شهدنا على أنفسنا بذلك أنا كفرنا بما قالت الرسل في الدنيا، قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم: وغرتهم الحياة الدنيا عن دينهم الإسلام، ويقول الله للنبي صلى الله عليه وسلم: وشهدوا على أنفسهم في الآخرة أنهم كانوا كافرين في الدنيا، وذلك حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك والكفر في الدنيا، ثم قال الخازن، في التقديم: فـ النار مثواكم ، يعني مأواكم، خالدين فيها لا يموتون، ثم استثنى، فقال: إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ، حكم عليهم حقا بذلك الهلاك، كفعله بالأمم الخالية في سورة أخرى.