ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين
[ ص: 23 ] فلما قتل هؤلاء النفر من المشركين، ضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، فذلك قوله عز وجل: ولو ترى يا محمد، إذ يتوفى الذين كفروا بتوحيد الله الملائكة ، يعني ملك الموت وحده، يضربون وجوههم وأدبارهم في الدنيا، ثم انقطع الكلام، فلما كان يوم القيامة دخلوا النار، تقول لهم خزنة جهنم: وذوقوا عذاب الحريق . ذلك العذاب بما قدمت أيديكم من الكفر والتكذيب، وأن الله ليس بظلام للعبيد ، يقول: ليس يعذبهم على غير ذنب.
ثم نعتهم، فقال: كدأب آل فرعون ، يقول: كأشباه آل فرعون في التكذيب والجحود، وكأشباه والذين من قبلهم ، أي من قبل فرعون وقومه من الأمم الخالية، قوم نوح، وعاد، وثمود، وإبراهيم، وقوم شعيب، كفروا بآيات الله ، يعني بعذاب الله بأنه ليس بنازل بهم في الدنيا، فأخذهم الله ، يعني فأهلكهم الله، بذنوبهم ، يعني بالكفر والتكذيب، إن الله قوي في أمره حين عذبهم، شديد العقاب إذا عاقب.
ذلك العذاب بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم على أهل مكة، أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، ثم بعث فيهم محمدا رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه النعمة التي غيروها، فلم يعرفوا ربها، فغير الله ما بهم من النعم، فذلك قوله: حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم . ثم قال: كدأب ، يعني كأشباه آل فرعون وقومه في الهلاك ببدر، والذين من قبلهم ، يعني الذين قبل آل فرعون من الأمم الخالية، كذبوا بآيات ربهم ، يعني بعذاب ربهم في الدنيا بأنه غير نازل بهم، فأهلكناهم بذنوبهم ، [ ص: 24 ] يقول: فعذبناهم بذنوبهم في الدنيا وبكفرهم وبتكذيبهم، وأغرقنا آل فرعون وكل ، يعني آل فرعون والأمم الخالية الذين كذبوا في الدنيا، كانوا ظالمين ، يعني مشركين.