الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون  يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون  سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون  يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين

[ ص: 66 ] وذلك أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: احملنا، فإنا لا نجد ما نخرج عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أجد ما أحملكم عليه تولوا ، انصرفوا من عنده وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون، ثم عاب أهل السعة، فقال: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، يعني مع النساء بالمدينة، وهم المنافقون، وطبع الله على قلوبهم ، يعني وختم على قلوبهم بالكفر، يعني المنافقين، فهم لا يعلمون . ثم أخبر عنهم، فقال: يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم من غزاتكم، يعني عبد الله بن أبي ، قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم ، يعني لن نصدقكم بما تعتذرون، قد نبأنا الله من أخباركم ، يقول: قد أخبرنا الله عنكم وعن ما قلتم حين قال لنا: لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ، يعني إلا عيا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ، فهذا الذي نبأنا الله من أخباركم، ثم قال: وسيرى الله عملكم ورسوله فيما تستأذنون، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ، يعني شهادة كل نجوى، فينبئكم في الآخرة، بما كنتم تعملون في الدنيا.

سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم ، يعني إذا رجعتم إليهم إلى المدينة، لتعرضوا عنهم في التخلف، فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ، فحلف منهم بضعة وثمانون رجلا، منهم: جد بن قيس ، ومعتب بن قشير ، وأبو لبابة ، وأصحابه.

يحلفون لكم لترضوا عنهم ، وذلك أن عبد الله بن أبي حلف للنبي صلى الله عليه وسلم بالله الذي لا إله إلا هو، لا نتخلف عنك، ولنكونن معك على عدوك، وطلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يرضى عنه وأصحابه، يقول الله: فإن ترضوا عنهم ، يعني عن المنافقين المتخلفين، فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ، يعني العاصين.

[ ص: 67 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية