الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون  فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين  فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين  ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين  ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين  فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين  

واتل عليهم ، يعني واقرأ عليهم نبأ نوح ، يعني حديث نوح، إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم ، يعني عظيم عليكم، مقامي ، يعني طول مكثي فيكم، وتذكيري بآيات الله ، يعني تحذيري إياكم عقوبة الله، فعلى الله توكلت ، يعني بالله احترزت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم وآلهتكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ، يعني سوءا، ثم اقضوا إلي ، يعني ميلوا إلي، ولا تنظرون ، يعني ولا تمهلون.

فإن توليتم ، يعني عصيتم، فما سألتكم من أجر ، يعني من جعل، إن أجري ، يعني ثوابي، إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ، يعني من الموحدين.

[ ص: 100 ] فكذبوه فنجيناه ومن معه من المؤمنين، في الفلك ، يعني السفينة، وجعلناهم خلائف في الأرض من بعد نوح، وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ، يعني بنوح وما جاء به، فانظر يا محمد كيف كان عاقبة المنذرين يعني المحذرين.

ثم بعثنا من بعده ، يعني من بعد نوح، رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات ، ثم أخبر بعلمه فيهم، فقال: فما كانوا ليؤمنوا ، يعني ليصدقوا بما كذبوا به ، يعني العذاب، من قبل نزول العذاب، كذلك نطبع ، يعني هكذا نختم على قلوب المعتدين ، يعني الكافرين.

ثم بعثنا من بعدهم من بعد الأمم، موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا ، يعني بعلاماتنا اليد والعصا، فاستكبروا ، يعني فتكبروا عن الإيمان، وكانوا قوما مجرمين ، يعني كافرين.

فلما جاءهم الحق من عندنا ، يعني موسى وما جاء به من الآيات، قالوا إن هذا لسحر مبين ، يعني بين.

التالي السابق


الخدمات العلمية