الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا  يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا  ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا  

ثم ذكرهم النعم، فقال سبحانه: ولقد كرمنا بني آدم ، يقول: فضلناهم على غيرهم من الحيوان غير الملائكة حين أكلوا وشربوا بأيديهم، وسائر الطير والدواب يأكلون بأفواههم، ثم قال عز وجل: وحملناهم في البر على الرطب، يعني الدواب، وحملناهم في والبحر ، على اليابس، يعني السفن، ورزقناهم من غير رزق الدواب، من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا من الحيوان، تفضيلا ، يعني بالتفضيل أكلهم بأيديهم.

يوم ندعو كل أناس بإمامهم ، يعني كل أمة بكتابهم الذي عملوا في الدنيا من الخير والشر، مثل قوله عز وجل في يس: وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ، وهو اللوح المحفوظ، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم الذي عملوه في الدنيا، ولا يظلمون فتيلا ، يعني بالفتيل القشر الذي يكون في شق النواة.

ومن كان في هذه النعم أعمى ، يعني الكافر، عمى عنها وهو معاينها، فلم يعرف أنها من الله عز وجل، فيشكو ربها، فيعرفه فيوحده تبارك وتعالى، فهو في الآخرة أعمى ، يقول: فهو عما غاب عنه من أمر الآخرة من البعث والحساب والجنة والنار أعمى،  وأضل سبيلا ، يعني وأخطأ طريقا.

التالي السابق


الخدمات العلمية