ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا
ومن يهد الله لدينه، فهو المهتد ومن يضلل عن دينه، فلن تجد لهم أولياء من دونه ، يعني أصحابا من دون الله يهدونهم إلى الإسلام من الضلالة، ونحشرهم يوم القيامة بعد الحساب، على وجوههم ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف يمشون على وجوههم ؟ قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " من أمشاهم على أقدامهم ؟ "، قالوا: الله أمشاهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فإن الذي أمشاهم على أقدامهم هو الذي يمشيهم على وجوههم.
ثم قال سبحانه: عميا وبكما وصما ، وذلك إذا قيل لهم: اخسئوا فيها ولا تكلمون ، فصاروا فيها عميا لا يبصرون أبدا، وصما لا يسمعون أبدا، ثم قال: مأواهم ، يعني مصيرهم جهنم ، قوله سبحانه: كلما خبت ، وذلك إذا أكلتهم النار، فلم يبق منهم غير العظام، وصاروا فحما، سكنت النار، هو الخبت، زدناهم سعيرا ، وذلك فتسعر عليهم، فذلك قوله سبحانه: أن النار إذا أكلتهم بدلوا جلودا غيرها جددا في النار، زدناهم سعيرا ، يعني وقودا فهذا أمرهم أبدا.
و ذلك العذاب والنار، جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا ، يعني بآيات القرآن، وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا ، يعني ترابا، أإنا لمبعوثون خلقا جديدا ، يعنون البعث سيرة الخلق الأول، منهم أبي بن خلف ، وأبو الأشدين ، يقول الله: ليعتبروا.
[ ص: 274 ]