أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا
أولم يروا ، يقول: أو لم يعلموا، أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم ، يعني مثل خلقهم في الآخرة، يقول: لأنهم مقرون بأن الله خلقهم، ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ، ولا يقدرون أن يقولوا غير ذلك، وهم مع ذلك يعبدون غير الله عز وجل كما خلقهم في الدنيا.
فخلق السماوات والأرض أعظم وأكبر من خلق الإنسان؛ لأنهم مقرون بأن الله خلقهم وخلق السماوات والأرض، وجعل لهم أجلا مسمى يبعثون فيه، لا ريب فيه ، يعني لا شك فيه في البعث أنه كائن، فأبى الظالمون إلا كفورا ، يعني إلا كفرا بالبعث، يعني مشركي مكة .
قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ، يعني مفاتيح الرزق، يعني مقاليد السماوات، يقول: لو كان الرزق بأيديكم وكنتم تقسمونه، إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ، لأمسكتموه مخافة الفقر والفاقة، وكان الإنسان ، يعني الكافر، قتورا ، يعني بخيلا ممسكا عن نفسه.