ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا
ويوم يقول للمشركين، نادوا شركائي ، سلوا الآلهة، الذين زعمتم أنهم معي شركاء، أهم آلهة ؟ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ، يقول: فسألوهم، فلم يجيبوهم بأنها آلهة، وجعلنا بينهم وبين شركائهم، موبقا ، يعني واديا عميقا في جهنم.
ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ، يعني فعلموا أنهم مواقعوها، يعني داخلوها، نظيرها في "براءة": وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، يعني وعلموا، ولم يجدوا عنها مصرفا ، يقول: ولم يقدر أحد من الآلهة أن يصرف النار عنهم.
ولقد صرفنا ، يعني لونا، يعني وصفنا، في هذا القرآن للناس من كل مثل ، من كل شبه في أمور شتى، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا . وما منع الناس ، يعني المستهزئين والمطعمين في غزاة بدر، أن يؤمنوا ، يعني [ ص: 293 ] أن يصدقوا بالقرآن، إذ جاءهم الهدى ، يعني البيان، وهو القرآن، وهو هدى من الضلالة، ويستغفروا ربهم من الشرك، إلا أن تأتيهم سنة الأولين ، يعني أن ينزل بهم مثل عذاب الأمم الخالية في الدنيا، فنزل ذلك بهم في الدنيا ببدر من القتل، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار، وتعجيل أرواحهم إلى النار، ثم قال سبحانه: أو يأتيهم العذاب قبلا ، يعني عيانا.
وما نرسل المرسلين إلا مبشرين بالجنة، ومنذرين من النار؛ لقول كفار مكة للنبي في بني إسرائيل: أبعث الله بشرا رسولا ، ويجادل الذين كفروا من أهل مكة ، بالباطل ، وجدالهم بالباطل قولهم للرسل: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وما أنتم برسل الله، ليدحضوا به الحق ، يعني ليبطلوا بقولهم الحق الذي جاءت به الرسل، عليهم السلام، ومثله قوله سبحانه في حم المؤمن: ليدحضوا به الحق ، يعني ليبطلوا به الحق، واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا ، يعني آيات القرآن وما أنذروا فيه من الوعيد استهزاء منهم، أنه ليس من الله عز وجل، يعني القرآن والوعيد ليسا بشيء.