فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا
[ ص: 317 ] فخلف من بعدهم خلف ، يعني من بعد النبيين خلف السوء، يعني اليهود، فهذا مثل ضربه الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: ولا تكونوا خلف السوء مثل اليهود، ثم نعتهم، فقال سبحانه: أضاعوا الصلاة ، يعني أخروها عن مواقيتها، واتبعوا الشهوات ، يعني الذين نظيرها في النساء: استحلوا تزويج بنت الأخت من الأب، الذين يتبعون الشهوات ، ، يعني الزنا، فسوف يلقون غيا في الآخرة، وهو واد في جهنم.
إلا من تاب من الشرك، وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، يعني وصدق بتوحيد الله عز وجل، وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون ، يعني ولا ينقضون شيئا من أعمالهم الحسنة حتى يجازوا بها، فيجزيهم ربهم.
جنات عدن التي وعد الرحمن عباده المؤمنين على ألسنة الرسل في الدنيا، بالغيب ولم يروه، إنه كان وعده مأتيا ، يعني جائيا لا خلف له.
لا يسمعون فيها ، يعني في الجنة، لغوا ، يعني الحلف إذا شربوا الخمر، يعني لا يحلفون كما يحلف أهل الدنيا إذا شربوا، نظيرها في الواقعة، وفي الصافات، ثم قال: إلا سلاما ، يعني سلام الملائكة عليهم فيها، ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ، يعني بالرزق الفاكهة على مقدار طرفي النهار في الدنيا.
ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ، يعني مخلصا لله عز وجل.
وما نتنزل إلا بأمر ربك ، وذلك جبريل، عليه السلام، احتبس على النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما، ويقال: ثلاثة أيام: فقال مشركو مكة: قد ودعه ربه وقلاه، فلما نزل أن جبريل، عليه السلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا جبريل، ما جئت حتى اشتقت إليك "، قال: وأنا إليك كنت أشد شوقا، ونزل في قولهم: والضحى والليل إذا سجى ، ألم نشرح لك جميعا، وقال جبريل، عليه السلام: وما نتنزل من السماء إلا بأمر ربك ، له ما بين أيدينا من أمر الآخرة، وما خلفنا من أمر الدنيا، وما بين ذلك ، يعني ما بين الدنيا والآخرة، يعني ما بين النفختين، وما كان ربك نسيا لقول كفار مكة: نسيه ربه وقلاه.
[ ص: 318 ] يقول: لم ينسك ربك يا محمد ، رب السماوات والأرض ، يعني والأرضين، وما بينهما من الخلق، فاعبده ، يعني فوحده، واصطبر لعبادته ، يقول: واصبر على توحيد الله عز وجل ولا تعجل حتى يأتيك أمري، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل تعلم له سميا ، يقول جل جلاله: هل تعلم من الآلهة من شيء اسمه الله عز وجل؛ لأن الله تعالى ذكره يمنعهم من ذلك.
ويقول الإنسان ، وهو أبي بن خلف الجمحي: أإذا ما مت لسوف أخرج حيا من الأرض بعد الموت، يقول ذلك تكذيبا بالبعث.