الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون  فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين  وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين  اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين  

فلما قضى موسى الأجل السنين العشر، وسار بأهله ليلة الجمعة آنس يعني رأى من جانب يعني من ناحية الطور يعني الجبل نارا وهو النور بالأرض المقدسة، فـ قال لأهله امكثوا مكانكم إني آنست نارا يقول: إني رأيت نارا لعلي آتيكم منها بخبر أين الطريق، وكان قد تحير ليلا، فإن لم أجد من يخبرني، أو جذوة يعني آتيكم بشعلة، وهو عود قد احترق بعضه من النار لعلكم يعني لكي تصطلون من البرد، فترك موسى ، عليه السلام، امرأته وولده في البرية بين مصر و مدين ، ثم استقام فذهب بالرسالة، فأقامت امرأته مكانها ثلاثين سنة في البرية مع ولدها وغنمها، فمر بها راع فعرفها، وهي حزينة تبكي، فانطلق بها إلى أبيها.

فلما أتاها أتى النار نودي ليلا من شاطئ يعني من جانب، يعني من الناحية الواد الأيمن يعني يمين الجبل في البقعة المباركة والمباركة، لأن الله عز وجل كلم موسى ، عليه السلام، في تلك البقعة نودي من الشجرة وهي [ ص: 496 ] عوسجة، وكان حول العوسجة شجر الزيتون، فنودي أن يا موسى في التقديم إني أنا الله الذي ناديتك رب العالمين هذا كلامه عز وجل لموسى، عليه السلام.

وأن ألق عصاك وهي ورق الآس أس الجنة من يدك فلما رآها تهتز تحرك كأنها جان يقول: كأنها حية لم تزل. قال الهذيل ، عن غير مقاتل: كأنها جان يعني شيطان ولى مدبرا من الرهب من الحية، يعني من الخوف، فيها تقديم ولم يعقب يعني ولم يرجع، قال سبحانه: يا موسى أقبل ولا تخف من الحية إنك من الآمنين من الحية.

اسلك يعني أدخل يدك اليمنى في جيبك فجعلها في جيبه من قبل الصدر، وهى مدرعة من صوف مضربة تخرج يدك من الجيب بيضاء من غير سوء يعني من غير برص لها شعاع كشعاع الشمس، يغشي البصر واضمم إليك جناحك يعني عضدك من يدك من الرهب فذانك برهانان من ربك يعني آيتين من ربك يعني اليد والعصا  إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين يعني عاصين.

التالي السابق


الخدمات العلمية