قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين
[ ص: 500 ] يقول الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: قل لكفار مكة فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى لأهله منهما أتبعه إن كنتم صادقين بأنهما ساحران تظاهرا فإن لم يستجيبوا لك فإن لم يفعلوا: أن يأتوا بمثل التوراة والقرآن فاعلم أنما يتبعون أهواءهم بغير علم ومن أضل يقول: فلا أحد أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين إلى دينه عز وجل.
ولقد وصلنا لهم القول يقول: ولقد بينا لكفار مكة ما في القرآن من الأمم الخالية، كيف عذبوا بتكذيبهم رسلهم، لعلهم يعني لكي يتذكرون فيخافوا فيؤمنوا.
الذين آتيناهم الكتاب يعني أعطيناهم الإنجيل من قبله يعني القرآن هم به يؤمنون يعني هم بالقرآن مصدقون بأنه من الله عز وجل، نزلت في مسلمي أهل الإنجيل، وهم أربعون رجلا من أهل الإنجيل، أقبلوا من الشام بحيرى ، وأبرهة ، والأشراف ، ودريد ، وتمام ، وأيمن ، وإدريس ، ونافع.
فنعتهم الله عز وجل، فقال سبحانه: وإذا يتلى عليهم آياتنا، يقول: وإذا قرئ عليهم القرآن قالوا آمنا به يعني صدقنا بالقرآن إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين يقول: إنا كنا من قبل هذا القرآن مخلصين لله عز وجل بالتوحيد.
يقول الله عز وجل: أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا أجرا بتمسكهم بالإسلام حين أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم، فآمنوا به، وأجرهم بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلما اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم شتمهم كفار قومهم في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم، فصفحوا عنهم وردوا معروفا، فأنزل الله عز وجل: ويدرءون بالحسنة السيئة ما سمعوا من قومهم من الأذى ومما رزقناهم من الأموال ينفقون في طاعة الله عز وجل.
وإذا سمعوا اللغو من قومهم، من الشر والشتم والأذى، أعرضوا عنه يعني عن اللغو، فلم يردوا عليهم مثل ما قيل لهم، وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم يعني لنا ديننا ولكم دينكم، وذلك حين عيروهم بترك دينهم، وقالوا لكفار قومهم: سلام عليكم [ ص: 501 ] يقول: ردوا عليهم معروفا لا نبتغي الجاهلين يعني لا نريد أن تكون مع أهل الجهل والسفه.