مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
[ ص: 520 ] ثم قال عز وجل: مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء يعني الآلهة، وهي الأصنام: اللات والعزى ومناة وهبل، كمثل العنكبوت وذلك أن الله عز وجل ضرب مثل الصنم في الضعف، يعني كشبه العنكبوت إذا اتخذت بيتا وإن أوهن يعني أضعف البيوت كلها لبيت العنكبوت فكذلك ضعف الصنم هو أضعف من بيت العنكبوت لو يعني إن كانوا يعلمون ولكن لا يعلمون.
ثم قال تعالى: إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء يعني الأصنام وهو العزيز الحكيم يعني العزيز في ملكه، الحكيم في أمره.
ثم قال عز وجل: وتلك الأمثال نضربها للناس يقول: وتلك الأشباه نبينها لكفار مكة ، فيما ذكر من أمر الصنم، وما يعقلها إلا العالمون يقول: الذين يعقلون عن الله عز وجل الأمثال.
خلق الله السماوات والأرض بالحق لم يخلقهما باطلا لغير شيء، خلقهما لأمر هو كائن إن في ذلك لآية للمؤمنين يقول: إن في خلقهما لعبرة للمصدقين بتوحيد الله عز وجل.
اتل ما أوحي إليك من الكتاب يعني اقرأ على أهل الكتاب ما أنزل إليك من القرآن، ثم قال تعالى: وأقم يعني وأتم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء يعني عن المعاصي والمنكر يعني المنكر ما لا يعرف يقول: ثم قال عز وجل: إن الإنسان ما دام يصلي لله عز وجل، فقد انتهى عن الفحشاء والمنكر لا يعمل بها ما دام يصلي حتى ينصرف، ولذكر الله أكبر يعني إذا صليت لله تعالى فذكرته فذكرك الله بخير، وذكر الله إياك أفضل من ذكرك إياه في الصلاة، والله يعلم ما تصنعون في صلاتكم.
[ ص: 521 ]