الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين  إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون  وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون  ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون  

يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ، يعني مما حرموا من الحرث والأنعام، نزلت في ثقيف، وفي بني عامر بن صعصعة، وخزاعة، وبني مدلج، وعامر ، والحارث ابني عبد مناة ، ثم قال سبحانه: ولا تتبعوا خطوات الشيطان ، يعني تزيين الشيطان في تحريم الحرث والأنعام، إنه لكم عدو مبين ، يعني بين، إنما يأمركم بالسوء ، يعني بالإثم، والفحشاء ، يعني وبالمعاصي; لأنه لكم عدو مبين، وأن تقولوا على الله بأنه حرم عليكم ما لا تعلمون أنتم أنه حرمه.

ثم أخبر عنهم، فقال: وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله من القرآن في تحليل ما [ ص: 92 ] حرموه، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا من أمر الدين، فإن آباءنا أمرونا أن نعبد ما كانوا يعبدون، قل يا محمد: أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا من الدين ولا يهتدون به أفتتبعونهم، ثم ضرب لهم مثلا، فقال سبحانه: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ، يعني الشاة والحمار، بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ، يعني مثل الكافر كمثل البهيمة إن أمرت أن تأكل أو تشرب سمعت صوتا ولا تعقل ما يقال لها، فكذلك الكافر الذين يسمع الهدى والموعظة إذا دعي إليها، فلا يعقل ولا يفهم بمنزلة البهيمة، يقول: صم ، فلا يسمعون الهدى، بكم ، فلا يتكلمون بالهدى، عمي ، فلا يبصرون الهدى، فهم لا يعقلون الهدى.

التالي السابق


الخدمات العلمية