وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون
وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فلا يتفكروا.
وإذا قيل لهم أنفقوا وذلك أن المؤمنين قالوا بمكة لكفار قريش ، وغيره : أنفقوا على المساكين من الذي زعمتم أنه لله ، وذلك أنهم كانوا يجعلون نصيبا لله من الحرث والأنعام لأبي سفيان بمكة ، للمساكين ، فيقولون : هذا لله بزعمهم ، ويجعلون للآلهة نصيبا ، فإن لم يزك ما جعلوه للآلهة من الحرث والأنعام ، وزكا ما جعلوه لله عز وجل ليس للآلهة شيء ، وهي تحتاج إلى نفقة ، فأخذوا ما جعلوه لله ، قالوا : لو شاء الله لأزكى نصيبه ولا يعطون المساكين شيئا مما زكى لآلهتهم.
فقال المؤمنون لكفار قريش : أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا فقالت كفار قريش : أنطعم المساكين الذي للآلهة من لو يشاء الله أطعمه يعني رزقه لو شاء الله لأطعمه ، وقالوا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : إن أنتم إلا في ضلال مبين . ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين بأن العذاب نازل بنا في الدنيا ، يقول الله عز وجل : ما ينظرون إلا صيحة واحدة لا مثنوية لها تأخذهم وهم يخصمون وهم يتكلمون في الأسواق ، والمجالس ، وهم أعز ما كانوا.
فلا يستطيعون توصية يقول : أعجلوا عن التوصية فماتوا : ولا إلى أهلهم يرجعون يقول : ولا إلى منازلهم يرجعون من الأسواق ، فأخبر الله عز وجل بما يلقون في الأولى.