الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون  قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون  إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون  إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون  

[ ص: 89 ] ثم أخبر بما يلقون في الثانية إذا بعثوا ، فذلك قوله عز وجل ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث من القبور إلى ربهم ينسلون يخرجون إلى الله عز وجل من قبورهم أحياء ، فلما رأوا العذاب ذكروا قول الرسل في الدنيا : أن البعث حق.

قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا وذلك أن أرواح الكفار كانوا يعرضون على منازلهم من النار طرفي النهار كل يوم ، فلما كان بين النفختين رفع عنهم العذاب فرقدت تلك الأرواح بين النفختين ، فلما بعثوا في النفخة الأخرى وعاينوا في القيامة ما كذبوا به في الدنيا من البعث والحساب ، فدعوا بالويل ، قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا في قراءة ابن مسعود : "من ميتتنا" ، قال حفظتهم من الملائكة : هذا ما وعد الرحمن على ألسنة الرسل ، فذلك قوله عز وجل : وصدق المرسلون . وذكر النفخة الثانية ، فقال سبحانه : إن يعني ما كانت إلا صيحة واحدة من إسرافيل فإذا هم جميع الخلق كلهم لدينا عندنا محضرون بالأرض المقدسة فلسطين لنحاسبهم.

فاليوم في الآخرة لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون من الكفر ، جزاء الكافر النار.

ثم قال جل وعز : إن أصحاب الجنة اليوم في الآخرة في شغل يعني شغلوا بالنعيم ، بافتضاض العذارى عن ذكر أهل النار فلا يذكرونهم ولا يهتمون بهم ، ثم قال جل وعز : فاكهون فكهون يعني معجبين بما هم فيه شغل النعيم والكرامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية