الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون  فأغويناكم إنا كنا غاوين  فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون  ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون  بل جاء بالحق وصدق المرسلين  إنكم لذائقو العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون  إلا عباد الله المخلصين  

ثم قالت الشياطين : فحق علينا قول ربنا يوم قال لإبليس : لأملأن جهنم منك الآية إنا لذائقون فأغويناكم يعني أضللناكم عن الهدى إنا كنا غاوين ضالين.

[ ص: 98 ] يقول الله عز وجل : فإنهم يومئذ للكفار والشياطين في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين ثم أخبر عنهم جل وعز : إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون يتكبرون عن الهدى نزلت في الملإ من قريش الذين مشوا إلى أبي طالب ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : "قولوا لا إله إلا الله تملكون بها العرب ، وتدين لكم العجم بها".

ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون فقال جل وعز : بل جاء بالحق يعني محمدا صلى الله عليه وسلم جاء بالتوحيد وصدق المرسلين قبله إنكم لذائقو العذاب الأليم يعني الوجيع.

وما تجزون في الآخرة إلا ما كنتم تعملون في الدنيا من الشرك ، جزاء الشرك النار ، ثم استثنى المؤمنين ، فقال : إلا عباد الله المخلصين بالتوحيد لا يذوقون العذاب ، فأخبر ما أعد لهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية