تفسير سورة الفتح وهي مدنية كلها
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما
قوله : إنا فتحنا لك فتحا مبينا إلى قوله : مستقيما .
يحيى : عن قتادة ، " أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم عند مرجعه من الحديبية ، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة ، قد حيل بينهم وبين مناسكهم ونحروا الهدي بالحديبية . فقال : لقد نزلت علي آية لهي أحب إلي من الدنيا جميعا! فلما تلاها عليهم ، قال رجل من القوم : هنيئا مريئا لك يا رسول الله ، قد بين الله لنا ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله : أنس بن مالك ليدخل المؤمنين والمؤمنات إلى قوله : فوزا عظيما . عن
[ ص: 249 ] قال قوله : محمد : فتحنا لك فتحا مبينا قيل : المعنى : قضينا لك بإظهار دين الإسلام والنصرة على عدوك ، وحكمنا لك بذلك ، ويقال للقاضي : الفتاح ، والحديبية اسم بئر يسمى به المكان .
[ ص: 250 ] قوله : وينصرك الله نصرا عزيزا يذل به أعداءك هو الذي أنزل يعني : أثبت السكينة الوقار ، في تفسير الحسن في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم أي : تصديقا مع تصديقهم ، يعني : يصدقونه بكل ما أنزل من القرآن .
ولله جنود السماوات والأرض ينتقم لبعضهم من بعض .
وكان ذلك عند الله فوزا عظيما وهي النجاة من النار إلى الجنة .