تفسير سورة والفجر وهي مكية كلها
بسم الله الرحمن الرحيم
والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد
قوله : والفجر وليال عشر عشر ذي الحجة أيام عظمها الله والشفع والوتر تفسير : الشفع : الخلق ، والوتر : الله تعالى . قتادة
قال : ومن كلامهم : شفع زيد خالدا ، أي : كان واحدا فصيره اثنين ، ولغة تميم : الوتر بكسر الواو ، وأهل الحجاز بالفتح ، وأما الوتر من الترة فبالكسر يقال : وتره يتره ترة ، وهو الظلم . محمد
(والليل إذا يسري) ذهب ، وهذا كله قسم ، ثم قال : هل في ذلك قسم لذي حجر عقل ؛ يقول : فيه قسم لذي عقل ، وجواب القسم .
[ ص: 127 ] إن ربك لبالمرصاد قال : ذكر محمد ابن مجاهد أن قراءة نافع (يسري) بياء في الوصل ، وبغير ياء في الوقف .
قوله : ألم تر كيف فعل ربك بعاد وهذا على وجه الخبر ، أي : أهلكهم حين كذبوا رسولهم ، إرم و إرم في تفسير بعضهم : قبيلة من عاد .
قال : (إرم) هي في موضع خفض ولم تصرف ؛ لأنها اسم للقبيلة . محمد
ذات العماد تفسير الحسن : ذات البناء الرفيع التي لم يخلق مثلها في البلاد يعني : عادا في طولهم وأجسامهم .
وثمود أي : وكيف فعل بثمود : أهلكهم حين كذبوا رسولهم الذين جابوا الصخر بالواد جابوه : نقبوه فجعلوه بيوتا قال : قراءة محمد نافع في رواية (بالوادي) بياء ، وروى عنه غيره ورش بالواد بغير ياء ذكره ابن مجاهد .
وفرعون ذي الأوتاد أي : وكيف فعل بفرعون ذي الأوتاد : أهلكه بالغرق ، وكان إذا غضب على أحد أوتد له في الأرض أربعة أوتاد على يديه [ ص: 128 ] ورجليه ، في تفسير . قتادة
فصب عليهم ربك سوط عذاب لونا من العذاب فأهلكهم إن ربك لبالمرصاد جواب القسم .
قال : قوله : محمد لبالمرصاد قيل : المعنى : يرصد من كفر به بالعذاب .