واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا
واعبدوا الله يعني : واحفظوا الله ولا تشركوا به شيئا أي : لا تعدلوا به غيره وبالوالدين إحسانا والجار ذي القربى الذي له قرابة والجار الجنب الأجنبي الذي ليست له قرابة . والصاحب بالجنب يعني : الرفيق في السفر ، في تفسير وقال غيره : يعني : المرأة . ابن جبير .
قال وقيل : في الجار الجنب : إنه الغريب ، والجنابة في اللغة : / [ ص: 369 ] [البعد] : يقال : رجل جنب : [غريب] . محمد :
يحيى : عن عن المعلى بن هلال ، محرر بن عبد الله ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عطاء الخراساني جار له حق ، وجار له حقان ، وجار له ثلاثة حقوق ؛ فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق ؛ فالجار المسلم ذو الرحم ؛ فله حق الإسلام ، وحق الرحم ، وحق الجوار . وأما الذي له حقان : فالجار المسلم ؛ له حق الإسلام ، وحق الجوار ، وأما الذي له حق واحد : فالجار المشرك ؛ له حق الجوار) . (الجيران ثلاثة :
[ ص: 370 ] قوله : وابن السبيل يعني : الضيف .
يحيى : عن عثمان ، عن عن سعيد المقبري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي شريح الخزاعي (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ؛ جائزته يوم وليلة ، والضيافة : ثلاثة أيام ، وما سوى ذلك ، فهو صدقة) .
قوله : وما ملكت أيمانكم . يحيى : عن عثمان ، عن عن قتادة ، عن صالح أبي الخليل ، عن سفينة مولى أم سلمة ، أم سلمة : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر قوله عند موته : الصلاة وما ملكت أيمانكم ، حتى جعل [يلجلجها] في صدره ، وما يفيض به لسانه) .
[ ص: 371 ] يحيى : عن عن أبي الأشهب ، الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المملوك أخوك ، فإن عجز فجد معه ، من رضي مملوكه فليمسكه ، ومن كرهه فليبعه ، [ ص: 372 ] ولا تعذبوا خلق الله) .
قال قوله في أول الآية : محمد : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا المعنى : أوصاكم الله بعبادته ، وأوصاكم بالوالدين إحسانا ، وكذلك جميع ما ذكر الله في هذه الآية ، المعنى : أحسنوا إلى هؤلاء كلهم .
قوله : إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا قال المختال : يعني : التياه الجهول . محمد :
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله قال الحسن : هم اليهود ؛ منعوا حقوق الله في أموالهم ، وكتموا محمدا ؛ وهم يعلمون أنه رسول الله .