الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا  إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا  فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا  نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى  وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا  هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا  وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 49 ] أم حسبت أي : أفحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا تفسير قتادة : يقول : قد كان في آياتنا ما هو أعجب من ذلك ، والكهف : كهف الجبل ، والرقيم : الوادي الذي فيه الكهف إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة أي : رزقا .

                                                                                                                                                                                                                                      وهيئ لنا من أمرنا رشدا قال محمد : المعنى : أرشدنا إلى ما يقرب منك .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : كانوا قوما قد آمنوا ، وفروا بدينهم من قومهم ، وكان قومهم على الكفر ، وخشوا على أنفسهم القتل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال : فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : ( . . . ) و(عددا) منصوب على المصدر ؛ أي : تعد عدا .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا قال محمد : (أمدا) منصوب على التمييز ، المعنى : لنعلم أي الحزبين أحصى للبثهم في الأمد ، وقوله : ثم بعثناهم يعني : من نومهم ، وكل شيء ساكن حركته للتصرف [ ص: 50 ] فقد بعثته .

                                                                                                                                                                                                                                      نحن نقص عليك نبأهم بالحق أي : خبرهم . وزدناهم هدى يعني : إيمانا .

                                                                                                                                                                                                                                      وربطنا على قلوبهم بالإيمان . قال محمد : المعنى : ألهمناهم الصبر ، وثبتنا قلوبهم . لقد قلنا إذا شططا قال قتادة : يعنون : جورا .

                                                                                                                                                                                                                                      لولا هلا يأتون عليهم بسلطان بين بحجة بينة ؛ بأن الله أمرهم بعبادتهم فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أي : لا أحد أظلم منه .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله قال قتادة : هي في مصحف ابن مسعود (وما يعبدون من دون الله) وهذا تفسيرها فأووا إلى الكهف أي : فانتهوا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته أي : يبسط لكم من رزقه ، في تفسير السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية