أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا
[ ص: 49 ] أم حسبت أي : أفحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا تفسير : يقول : قد كان في آياتنا ما هو أعجب من ذلك ، والكهف : كهف الجبل ، والرقيم : الوادي الذي فيه الكهف قتادة إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة أي : رزقا .
وهيئ لنا من أمرنا رشدا قال : المعنى : أرشدنا إلى ما يقرب منك . محمد
قال يحيى : كانوا قوما قد آمنوا ، وفروا بدينهم من قومهم ، وكان قومهم على الكفر ، وخشوا على أنفسهم القتل .
قال : فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا .
قال : ( . . . ) و(عددا) منصوب على المصدر ؛ أي : تعد عدا . محمد
ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا قال : (أمدا) منصوب على التمييز ، المعنى : لنعلم أي الحزبين أحصى للبثهم في الأمد ، وقوله : محمد ثم بعثناهم يعني : من نومهم ، وكل شيء ساكن حركته للتصرف [ ص: 50 ] فقد بعثته .
نحن نقص عليك نبأهم بالحق أي : خبرهم . وزدناهم هدى يعني : إيمانا .
وربطنا على قلوبهم بالإيمان . قال : المعنى : ألهمناهم الصبر ، وثبتنا قلوبهم . محمد لقد قلنا إذا شططا قال : يعنون : جورا . قتادة
لولا هلا يأتون عليهم بسلطان بين بحجة بينة ؛ بأن الله أمرهم بعبادتهم فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أي : لا أحد أظلم منه .
وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله قال : هي في مصحف قتادة (وما يعبدون من دون الله) وهذا تفسيرها ابن مسعود فأووا إلى الكهف أي : فانتهوا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته أي : يبسط لكم من رزقه ، في تفسير السدي .