وكذلك أعثرنا عليهم أي : أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان الذي أحياهم الله فيه ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها لا شك فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم يعني : قومهم ؛ كانت تلك الأمة الذين هربوا منهم قد بادت ، وخلفت بعدهم أمة أخرى ، وكانوا على الإسلام ، ثم إنهم اختلفوا في البعث ؛ فقال بعضهم : يبعث الناس في أجسادهم -وهؤلاء المؤمنون كان الملك منهم- وقال بعضهم : تبعث الأرواح بغير أجساد ؛ فبعث الله أصحاب الكهف يرون أنها تلك الأمة الذين فروا منهم . [ودخل] المدينة وهي مدينة بالروم يقال لها : قبسوس ، وأخرج الدراهم ؛ ليشتري بها الطعام ، فاستنكرت الدراهم ، وأخذ فذهب به إلى ملك المدينة ؛ فإذا الدراهم [ ص: 54 ] دراهم الملك الذي فروا منه ؛ فقالوا : هذا رجل وجد كنزا ، فلما خاف على نفسه أن يعذب أطلع على أصحابه ، فقال لهم الملك : قد بين الله لكم ما اختلفتم فيه ، فأعلمكم أن الناس ليبعثون في أجسامهم ، فركب الملك والناس معه ؛ حتى أتوا إلى الكهف وتقدمهم الرجل حتى إذا دخل على أصحابه فرآهم ورأوه ماتوا ؛ لأنه قد كانت أتت عليهم آجالهم ، فقال القوم : كيف نصنع بهؤلاء ؟ ! فقالوا ابنوا عليهم بنيانا .
قال الذين غلبوا على أمرهم رؤساؤهم وأشرافهم لنتخذن عليهم مسجدا .
قال الله : سيقولون سيقول أهل الكتاب : ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب قال : السدي : يعني : رميا بقول الظن .
قال : المعنى يقولون ذلك ظنا بغير يقين . قال محمد زهير :
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم
قوله : ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل قال : إلا قليل من الناس ، وذكر لنا أن قتادة كان يقول : أنا من أولئك القليل الذين استثنى الله ؛ كانوا سبعة وثامنهم كلبهم . ابن عباس
قال : فلا تمار فيهم يقول الله للنبي : فلا تمار أهل الكتاب في أصحاب الكهف إلا مراء ظاهرا أي : إلا بما أخبرتك ، في تفسير الحسن .
قال : المعنى : أفت في قصتهم بالظاهر الذي أنزل إليك . محمد ولا تستفت فيهم في أصحاب الكهف منهم أحدا من اليهود .
[ ص: 55 ]