ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها أي : لم يؤمن بها ؛ أي : لا أحد أظلم منه . إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أغطية أن يفقهوه لئلا يفقهوه وفي آذانهم وقرا وهو الصمم عن الهدى وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا يعني : الذين يموتون على شركهم .
وربك الغفور ذو الرحمة يعني : لمن آمن .
[ ص: 71 ] بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا قال الحسن : ملجأ .
قال محمد : يقال : وأل فلان إلى كذا ، إذا لجأ ، ويقال : لا وألت نفسك أي : لا نجت ، وفلان موائل أي : (مبادر) لينجو ، ومن هذا قول الشاعر :
[لا واءلت نفسك خليتها للعامريين ولم تكلم]
قوله : وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا أي : أشركوا وجحدوا رسلهم وجعلنا لمهلكهم أي : لعذابهم موعدا أجلا ووقتا .
قال محمد : من قرأ : (لمهلكهم) بضم الميم وفتح اللام فهو مصدر أهلكه إهلاكا ومهلكا . ومن قرأ : (لمهلكهم) بنصب الميم واللام ؛ أراد هلكوا مهلكا .
وإذ قال موسى لفتاه وهو يوشع بن نون لا أبرح أي : لا أزول حتى أبلغ مجمع البحرين يعني : حيث التقيا . قال قتادة : يعني : بحر فارس والروم أو أمضي حقبا الحقب : سبعون سنة ، وقيل : ثمانون .
[ ص: 72 ]


