وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
فأمليت للكافرين أي : لم أهلكهم عند تكذيبهم رسلهم حتى جاء الوقت الذي أردت أن أهلكهم فيه ثم أخذتهم بالعذاب حين جاء الوقت (فكيف كان نكيري) أي : عقابي ، أي : كان شديدا - يحذر بذلك المشركين .
فكأين من قرية أي : فكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة يعني : أهلكنا أهلها فهي خاوية على عروشها سقفها ، فصار أعلاها أسفلها وبئر معطلة [أي : قد باد أهلها] وقصر مشيد قال الكلبي : أي : حصين .
قال : يقال : هو ما بني بالشيد ، وهو الجص . وقيل : معنى (مشيد) مطول . محمد
أفلم يسيروا في الأرض يعني : المشركين [ ص: 185 ] فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها أي : لو صاروا فتفكروا فحذروا ما نزل بإخوانهم من الكفار ، فيتوبون لو كانت لهم قلوب يعقلون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور أي : إنما أوتوا من قبل قلوبهم .