الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين  ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون  ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون  ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين  إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين  فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون  فكذبوهما فكانوا من المهلكين  ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون  وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين  

                                                                                                                                                                                                                                      ما تسبق من أمة أجلها يعني : الوقت الذي يهلكها فيه وما يستأخرون عن الوقت ساعة ، ولا يستقدمون ساعة قبل الوقت ثم أرسلنا رسلنا تترى قال قتادة : يعني : تباعا ، بعضهم على إثر بعض .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وهو من التواتر ، وقيل : الأصل في تترى : وترى ؛ فقلبت الواو تاء ، كما قلبوها في التخمة والتكلان . كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا يعني : العذاب الذي أهلكناهم به أمة بعد أمة وجعلناهم أحاديث لمن بعدهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وكانوا قوما عالين أي : مستكبرين في الأرض على الناس فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون وكانوا قد استعبدوا بني إسرائيل ، ووضعوا عليهم الجزية ، وليس يعني : أنهم يعبدوننا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 202 ] وجعلنا ابن مريم وأمه آية عبرة خلق لا والد له وآويناهما إلى ربوة قال قتادة : الربوة ها هنا : بيت المقدس . قال يحيى : ذكر لنا أن كعبا كان يقول : هي أدنى الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : كل ما ارتفع وزاد فقد ربا . ذات قرار قال ابن المسيب : ذات جنان ومعين قال عكرمة : المعين : الظاهر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : هو على هذا التفسير مفعول من العين ، والأصل فيه : معيون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية