إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون
وأوتيت من كل شيء أي من كل شيء أوتيت منه ولها عرش عظيم أي : سرير حسن . قال : كان من ذهب ، وقوائمه لؤلؤ وجوهر ، وكان مسترا بالديباج والحرير ، وكانت عليه سبع مغاليق ، وكانت دونه سبعة أبيات مغلقة . قتادة
وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله قال الحسن : كانوا مجوسا وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ألا يسجدوا لله أي : فصدهم عن الطريق بتركهم السجود لله الذي يخرج الخبء يعني : الخبيئة في السماوات والأرض أي : يعلم السر في السماوات والأرض قال سننظر أصدقت إلى قوله : يرجعون قال : ذكر لنا أنها امرأة من أهل قتادة اليمن ، كانت في بيت مملكة يقال لها : بلقيس ابنة [ ص: 300 ] شرحبيل ، فهلك قومها فملكت ، وأنها كانت إذا رقدت غلقت الأبواب ، فلما غلقت الأبواب وأوت إلى فراشها ، أتاها الهدهد حتى دخل من كوة بيتها ، فقذف الصحيفة على بطنها ، فأخذت الصحيفة فقرأتها فقالت : يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم حسن ؛ أي : حسن ما فيه ، الآية . ألا تعلوا علي أي : لا تتخلفوا عني وأتوني مسلمين قال الكلبي : أي مستسلمين ؛ ليس يعني : الإسلام .