الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              215 - وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا زيد العكلي ، عن خزرج بن عثمان ، قال : سمعت أبا أيوب قال : " كان أبو هريرة يجلس عشية الخميس ، قبل الجمعة ، فيقول : أحرج على كل قاطع رحم أن يقعد إلينا! حتى قالها ثلاثا ، فقام شاب قد صرم عمة له ، فكلمها ، فقالت : ما جاء بك ؟ فأخبرها بقول أبي هريرة ، فقالت : قل له ، ولم قلت ذلك ؟ فقال له .

              فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " تعرض الأعمال عشية الخميس ، ليلة الجمعة ، فيغفر لكل أحد إلا لقاطع رحم " .  


              [ ص: 153 ] فقد بينت هذه الأخبار صحة ما قلنا في معنى قطع الرحم الذي لصاحبه الوعيد من الله - تعالى ذكره - على لسان رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وذلك هو الذي تصرم ذوي رحمه على وجه العداوة لهم ، كما ذكر عن الفتى الذي وصف خبره في الأخبار التي رويناها من مصارمته عمته أو خالته ، فكان خروجه من قطعه رحمها عنده ، وعند من ذكرنا مراجعته وصالتها بالكلام دون بذل فضل ماله لها ، ونصرته ، ومعونته لها .

              فكذلك القول - عندنا - فيمن تعاهد ذوي رحمه بالسلام والكلام ، وإن لم يصرف إليهم فضول ماله ، ونوافل فضله ، فهو خارج من معنى القاطع رحمه ، الذي يستحق العقوبة من الله على قطعه إياها .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية