الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              ( القول فيما في هذا الخبر من الفقه )

              والذي فيه من ذلك: الإبانة عن أنه لا بأس على الرجل المجرب الذي له غنى عن المسلمين في الحرب إذا لقي العدو، وتزاحفت الصفوف للقتال: أن يعلم نفسه بعلامة يعرف بها موضعه،  ومبلغ غنائه عن المسلمين، وقدر بلائه في مشهده، كما فعل أبو دجانة من إعلامه نفسه بعصابة إذ أخذ السيف الذي أعطاه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ليؤدي حقه بمحضر من رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من غير إنكار رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذلك عليه.

              ولو كان ذلك مكروها، لقد كان - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نهاه [ ص: 551 ] عن ذلك; لأنه غير جائز أن يرى - عليه السلام - منكرا ثم لا يغيره، وهو قادر على تغييره.

              وقد اختلف السلف من أهل العلم في ذلك، في مثل الموضع الذي فعل ذلك فيه أبو دجانة ، فقال بعضهم: ذلك جائز; واعتلوا لإجازتهم ذلك بفعل أبي دجانة بمحضر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذلك، وترك رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نكير ذلك، وبأخبار غير ذلك، نذكر ما حضرنا من ذلك ذكره - إن شاء الله.

              ( ذكر ذلك )

              التالي السابق


              الخدمات العلمية