الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
449 - محمد بن مصعب أبو جعفر الدعاء .

قرأت في كتاب ابن ثابت : أخبرنا محمد بن رزق ، أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي ذكر محمد بن مصعب الدعاء فقال: كان رجلا صالحا، وكان يقص ويدعو قائما في المسجد، ثم قال: ربما كان ابن علية يجلس إليه في المسجد يسمع دعاءه. قال عبد الله بن أحمد : قال أبي: [ ص: 321 ] جاءني فكتب عني أحاديث، وجلس في مجلسك هذا في الصفة، ثم قال: في بعض ما يقول: رب أخبئني تحت عرشك.

أخبرنا أبو بكر المؤرخ - قراءة - حدثنا الأزهري ، حدثنا علي بن عمر الحافظ ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا محمد بن محمد بن عمر بن الحكم قال: سمعت محمد بن مصعب الزاهد يقول: من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك، لا يعرفك، أشهد أنك فوق العرش، فوق سبع سماوات، ليس كما يقول أعداؤك الزنادقة.  

وبإسناده: قال نصر بن منصور الصائغ : سمعت محمد بن مصعب العابد وكان مجاب الدعوة، وما رأيت أحدا أحسن تلاوة لكتاب الله منه، سمعت ابن المبارك يذكر عن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر من عصيت؟

قال الصائغ : كان المأمون قد أمر بمحمد بن مصعب إلى الحبس، فقال - وقد ذهب به إلى الحبس، ورفع رأسه إلى السماء - : أقسمت عليك أن تحبسني عندهم الليلة. فأخرج في جوف الليل، فصلى الغداة في منزله.

ومات ببغداد سنة ثمان وعشرين ومائتين.

التالي السابق


الخدمات العلمية