الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
95 - ذكر عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه

قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فلقيته بعكاظ مستخفيا من قريش في أول الدعوة، وكان يقول: أنا ربع الإسلام، ثم رجع إلى قومه بني سليم، فأقام فيهم حتى مضى بدر، وأحد، والخندق، ثم قدم المدينة فنزلها، وكان قبل أن أسلم يعتزل عبادة الأصنام ويراها ضلالة.

قال عمرو بن عبسة: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ قال: "حر وعبد" ،  يعني أبا بكر ، وبلالا ، رضي الله عنهما وكان يقول: رأيتني وأنا ربع الإسلام [ ص: 563 ] .

قال: كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان شيئا، ثم سمعت الرجال يخبرون أخبارا بمكة، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخف وإذا قومه عليه شداد، فتلطفت له، فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ فقال: "نبي" ، قلت: ما نبي؟ قال: "رسول الله" ، قلت: الله أرسلك؟ قال: "نعم" ، قلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: "بتوحيد الله، لا يشرك به شيئا، وكسر الأوثان، وصلة الرحم" ، قلت: إني متبعك، قال: "إنك لا تستطيع يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فالحق بي" ، فرجعت إلى قومي وقد أسلمت.  

التالي السابق


الخدمات العلمية